الأحد، 7 يوليو 2013

المواقع الأثرية العمانية المدرجة ضمن التراث العالمي


1.   قلعة بهلا


واحة بهلا ، هي احدى واحات المنطقة الداخلية التي تتميز بأفلاجها وكثافة نخيلها ، وهي مزيج من عناصر بيئية عديدة هيأت للانسان العماني الظروف الملائمة لممارسة نشاطه بها ، وهي واحة نخيل مسورة ومحصنة بسور دفاعي تتكون من عدد من الحارات ولكل من هذه الحارات أيضا مداخل خاصة بها تتحكم بالدخول والخروج منها ، وتوجد داخل الواحة حوالي ( 18 ) حارة ونتيجة للتطورات المتلاحقة فقد تأثر عدد من تلك الحارات ، وعلميا اشتهرت بهلا بتخريج العديد من العلماء الذين أثرو الساحة الفكرية في عمان، وتعدوها إلى ليبيا وتونس والجزائر وعدد من الدول، فقد استقطبت مدرسة محمد بن بركة قرابة أربعين أو خمسين طالباً من تلك البلدان.
تبرز القلعة والجامع القديم في ارتفاع تلة وسط الواحة المسورة فيما يقع سوق بهلا القديم الى الغرب من القلعة مباشرةً ، وتتوزع مصانع الفخار في الأجزاء الشمالية من الواحة.
كانت قلعة بهلا أول موقع بسلطنة عمان يضم لقائمة التراث العالمي في عام 1987م وشمل ذلك واحة بهلا بأكملها أي كل ما أحاط به سور بهلا وما احتواه من معالم معمارية أو أثرية أو ثقافية مادية أو غير مادية وتحتوي واحة بهلا على العديد من العناصر منها قلعة بهلا والمسجد الجامع والسور ومدارس القرأن الكريم والمساجد القديمة والأفلاج وبها سوق تقليدي وعدد من مراكز صناعة الفخار القديمة في عمان بل ان لها طرازا خاصا من الفخارعرف لدى علماء الأثار بطراز بهلا، وصناعة النسيج من قطن وصوف وصباغة الملابس.
 
وتأريخ مدينة بهلا ضارب في القدم و يصعب شرحه وفهمه دون النظر إلى محيطه ، فهي مدينة انفردت عن غيرها من المدن العمانية بسورها الذي يطوقها وقلعتها التي أُرجع بناء أجزاء منها لفترات ما قبل الإسلام ، حتى اسمها اِختلف فيه الكثير من الباحثين في الأصل الذي اشتق منه وكتب حوله ما كتب من البحوث والمقالات وازدادت الآراء يوما بعد يوم ، لذا لا نود الدخول هنا في تفاصيل حول تاريخ هذه المدينة ونكتفي بالملامح العامة.
سور الواحة
لعل أهم ما يميز هذه الواحة عن غيرها من الواحات العمانية احاطتها وتحصينها بسور دفاعي ذو استحكامات فريدة يمتد لمسافة 7 أميال مزود بأبراج وغرف للجند ومرامي للسهام أو البنادق وهذا السور قديم لا يعرف تاريخ لإنشائه وله سبعة أبواب رئيسة منها : باب البادي _ باب السيلي _ باب الصباح _ باب البطحاء _ باب الخرزبان ، ويتجه البعض الى أن هذا السور قد تم انشاؤه في فترة التواجد الفارسي بالمنطقة والبعض يرى بناءه من قبل النباهنة الذين اتخذو من بهلا عاصمة لهم.
 
 قلعة بهلا
تقع قلعة بهلا في تلة مرتفعة متوسطة واحة النخيل مما يزيد هذه القلعة الطينية العملاقة شموخا وعلوا ، والقلعة هي عبارة عن مبنى مثلث الشكل تقريباً تبلغ واجهتها الجنوبية حوالي 112.5 م في حين تبلغ الواجهة الشرقية لها حوالي 114م ويبلغ طول السور الشمالي الغربي المقوس حوالي 135م في مداه من البرج الشمالي حتى برج الريح، ويعود تاريخ بناء قلعة بهلا إلى فترات متفاوتة من الزمن فمنها ما يعود إلى ما قبل الإسلام وتحديدا الجزء الشرقي الشمالي من القلعة وهو ما يعرف ب(القصبة )، أما الجزء الشرقي الجنوبي يعود بنائه إلى عصر الدولة النبهانية هذه الأسرة التي حكمت عمان زهاء خمسة قرون، أما بيت الجبل الكائن في الزاوية القريبة من شمال الحصن فقد تم بناؤه في العقد الأخير من القرن الثاني عشر الهجري القرن الثامن عشر الميلادي، في حين إن بيت الحديث تم بناؤه في منتصف القرن الثالث عشر الهجري التاسع عشر الميلادي .



 





 
موقع بات
 
تقع مستوطنة بات شرقي ولاية عبري ، يحوي الجزء الجنوبي من الموقع على مدافن من طراز فترة أم النار تم التعرف عليها عن طريق نظام الجدار الداخلي فيها ومن خلال قطع الفخار المبعثرة حول المدينة.
و الجزء الشمالي من المدافن يحتوى على مدافن خلايا النحل وهي تشبه في بنائها مدافن فترة حفيت ، كما تم الكشف عن مقبرة احتوت على 100 مدفن مبنية من الحجارة ويبدو فيها التطور من مدافن خلايا النحل إلى مدافن فترة أم النار، فقد كان مدفن خلية النحل يضم ما بين مدفنين إلى خمسة مدافن ، أما مدافن فترة أم النار فهي مدافن جماعية ، وقد تم الكشف عن مدفن من هذا الطراز الاخير يحوي على 30 غرفة دفن.
 
أما بالنسبة لمعثورات تلك المدافن ، فكانت عبارة عن قطع من الفخار الأحمر يشبه فخار موقع جمدت نصر بالعراق ، وعثر على فخار جيد الصنع أحمر اللون مزخرف بخطوط سوداء أفقية ، وقطع أخرى تظهر فيها بروز أو نتوءات للتعليق ، وهذا النوع من الجرار كان شائعاً في مدافن ومستوطنات فترة أم النار في كل من عمان والإمارات.
 
تم الكشف في الموقع عن بناء مستدير الشكل يحيط به جدار مبني من حجارة مربعة ، وفي الجانب الجنوبي الشرقي للبناء كشف عن مصطبة تقود إلى مدخل المبنى كما عثر على بئر يقسم البناء إلى نصفين ، في كل منهما حجرات مستطيلة متتالية ، ولم تكن هناك مداخل تصل بين الحجرات أو الجدار الخارجي ، مما يفسر أن البئر المكتشف في وسط المبنى ربما تكون له صلة بعمليات الري في المنطقة، وقد تم العثور على خمسة مباني أخرى مشابهة في التخطيط والتقسيم لهذا البناء.
وبعد دراسة الموقع اعتبرت هذه المباني الستة أبراجاً لحراسة المنطقة ، وتكمن أهمية موقع بات التاريخية في كونه يقع عند ملتقى الطرق التجارية القديمة، فقد كانت القوافل تمر ببات محملة بالبضائع متجهة إلى المواقع الأخرى القريبة منها. ونظراً لأهمية الموقع فلقد أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم " اليونسكو " ضمن سجل التراث العالمي عام 1988م، وتعتبر بات ثاني موقع أثري عُماني يدرج ضمن قائمة التراث العالمي بعد قلعة بهلاء .
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق